مصر تتحول الى هند جديدة في صناعة الهواتف المحمولة

 

كتابة : أحمد مصطفي 


مصائب قوم عند قوم فوائد ، ازمة حدودية بين "الصين والهند" ستحول "مصر" الي رائدة في صناعة الهواتف ، صنع في مصر كلمة ستعتاد علي قرائتها وسماعها في السنوات القادمة .

 2800 شركة صينية غادرت "الهند" وعاد معظمها الى "الصين" ، واخرون حاولوا البحث علي دولة جديدة تحتويهم ووجدوا في مصر ما ارادوا ، موارد للتصنيع ، ايدي عاملة ، وتسهيلات في الاستثمار .

اليوم نقول هاتف "صنع في مصر"  وغدا قد تكبر القائمة وتتحول "ارض الكنانة" الي مصنع اقليمي حيوي لدول الجوار "سامسونج ونوكيا وفيفو وانفينكس و اوبو" هواتف اصبح ينقش عليها "صنع في مصر" ، فهل حان الوقت لان تصبح ام الدنيا لاعبا اقليميا في صناعة الهواتف .

لكي نعرف اكثر كيف اصبحت مصر قبلة للشركات الصينية سنعود معكم الي يونيو عام 2020 وتحديدا الي وادي جالون وهي منطقة حدودية بين الصين والهند ، في ذلك الشهر اندلعت هناك اشتباكات بين الجيشين الهندي والصيني قتل علي اثرها 20 جنديا هنديا و 4 جنود صينين اثارت هذه الحادثة الكثير من ردود الفعل الهندية وامنوا في الهند ان الصين حليف عدواني لا يمكن الاعتماد عليه ، وبدأت الهند التى طالما فضلت ان تكون دولة حيادية الانحياز الي "الولايات المتحدة الامريكية" كما باشرت ايضا بملاحقة الشركات الصينية وتضييق الخناق عليها وخاصة الشركات التكنولوجية وشركات الهواتف التى تسيطر علي 60% من سوق الهواتف الذكية في الهند ، ومؤخرا قامت الهند بأتهام 3 شركات صينية "بالتهرب الضريبي" وهي "فيفو و شاوموي و اوبو" وقامت ايضا بمصادرة اصول شركات شاومي و اوبو ، وذلك بالتزامن مع قيام الهند ببناء قطاعها التكنولوجي الخاص وتحقيق الاكتفاء الذاتي بعيدا عن الصين .



هذه البيئة السيئة للاستثمار جعلت الشركات الصينية تهرول للفرار من الهند ، وهنا جاء دور مصر التى استغلت الفرصة لتجذب تلك الشركات واغرائها .

"صنع في مصر"


عند الحديث عن هذه الصناعة لابد ان نذكر ان اول هاتف صنع في مصر بأيدي محلية هو هاتف "سيكو" المعروفة لدي المصريين في السيتينيات بالمشروبات الغازية لكنها قررت ان تتحول الى القطاع التكنولوجي في عام 2003.

وبدأت باستيراد الهواتف المحمولة وبيعها في مصر لكن هدفها البعيد كان تصنيع الهاتف محليا وهو ما تمكنت من تنفيذه عام 2018 وذلك بالتعاون مع الشركات الصينية حيث قامت الشركة بتصنيع اول هاتف مصري نقش عليه "صنع في مصر" ، بلغت نسبة المكون المحلي فيه 45% وبقية اجزائه كانت مستوردة .

يقع مصنع سيكو في صعيد مصر في مدينة اسيوط الجديدة وتبلغ مساحته نحو 4000 متر مربع ، طرحت الشركة 8 اصدارات منه وتراوحت اسعارة ما بين 1000 الى 4000 جنيه ، وسعت الشركة الي تصدير نصف الانتاج الى الدول العربية والافريقية ، وبعد عام واحد اطلقت الحكومة المصرية مبادرة " مصر تصنع الالكترونيات" هدفها جزب الاستثمارات والشركات الصينية  وذلك من خلال تقديم التسهيلات والحوافز واعفاء هذه الشركات من الرسوم الحكومية بشرط ان تلتزم بنسبه 40 % من المكونات المحلية في صناعتها .

في عام 2020 استقبلت مصر اول شركة صينية وهي شركة "انفينكس" التى بدأت في تصنيع الهواتف في منطقة اسيوط التكنولوجية ، ويعتبر السوق المصري من الاسواق النشطة في مجال الهواتف الذكية حيث يصل الطلب السنوي للهواتف الى نحو 20 مليون قطعة ، الامر الذي شجع الشركات الصينيه للجوء الى مصر ،  فقبل اسابيع وقعت شركة اوبو اتفاقا مع القاهرة لانشاء مصنع بطاقة انتاجية تصل الى 4.5 مليون هاتف سنويا وبتكلفة وصلت الى 20 مليون دولار .



ومن قبل قامت شركتي فيفو ونوكيا بافتتاح مصانع لها في مصر لانتاج ملايين الاجهزة سنويا ، وقبل ايام اعلنت شركة سامسونج عن اول هاتف لها نقش عليه "صنع في مصر" وذلك بعد ان قامت بانشاء مصنع لها في محافظة بني سويف باستثمارات قدرت ب 500 مليون جنيه .

وهناك عدة شركات اخري تدرس امكانية اقامة مصانع لها في مصر علي راسهم شركة "ريلمي" وعلي اثر هذه الاستثمارات تراجعت واردات مصر من الهواتف الذكية بنسبة 50% اي ما يعادل 299 مليون دولار  وذلك خلال الاشهر الاولي من هذا العام .

برأيك هل تتحول مصر الى رائدة في صناعة الهواتف بعد ان فقد الصينيون ثقتهم في الهند ؟


تعليقات

  1. تحيا مصر

    ردحذف
  2. نتمني ان تصبح مصر رائده في هذا المجال

    ردحذف
  3. طيب هل اسعار الموبايلات هتنزل طالما احنا بقينا نصنع يا استاذ احمد

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سر الصلبان علي اعمدة المعابد الفرعونية

قرية للنساء فقط في مصر ومحرمة على الرجال

السيد البدوي . ما بين الحقيقة والخرافة