الرمال السوداء .. بترول مصر الجديد

 

الرمال السوداء

كتابة : أحمد مصطفي

من السيراميك والاطارات ، حتي النووي والصواريخ والطائرات ، بالاضافة الى ادق واعقد الصناعات التكنولوجية .

في هذه الرمال سيضرب المصريون ويصنعون كل مايخطر علي البال ، ليتحول سود الرمال علي مصبات الانهار الي مالا وصناعات .

الرمال السوداء : هي ثروة مصرية مهدورة منذ 80 سنه هكذا وصفها الرئيس "عبد الفتاح السيسي" "الرمال السوداء" التي بدأت مصر اخيرا اولي خطوات استغلالها ، بهدف استخراج المعادن الثقيلة من هذه الرمال وتسويقها محليا وعالميا

حيث تنبهت "مصر" اخيرا  بأنها تمتلك احتياطيات ضخمة من "الرمال السوداء" غير المستغلة ، فكان افتتاح اول مجمع "مصانع الرمال السوداء" في منطقة "البرلس" في "كفر الشيخ" لاستغلال الكنز المهدر من خلال فصل المعادن الثقيلة

وانشاء المصانع لتحقيق قيمة مضافة للمعادن المستخرجة ، ورغم ان الفكرة لهذه المصانع بدأت قبل 60 عام من الان ، عندما كانت نسبه "الرمال السوداء" في ستينيات القرن الماضي اكثر بكثير مما هو موجود الان ، ولكنها تراجعت جراء الاستغلال السيء لها عبر ادخالها في مواد البناء ومصانع الاسمنت والطوب الرملي خاصة ان الارادة السياسية في مصر كانت واضحة ان زمن تحويل "الرمال السوداء" لثروة مصرية قد بدأ ، خاصة بأن الطموح المصري يرفض تصدير المواد الخام التى ستسخلص من الرمال السوداء بصورتها الاولية بل بتصنيعها للاستفادة منها في مصر وتحقيق فتوحات بأثقل الصناعات .

لكن ماهي "الرمال السوداء" ؟ وكيف ستتحول لثروة لمصر ؟

الرمال السوداء

الرمال التى تعد من الرواسب الشاطئية تأتي من منابع النيل تكونت عن طريق التقاء الماء المالح بالماء العذب علي مدي الالاف السنين ، واخذت لونها الاسود من التركيز الهائل للمعادن فيها وفق تقديرات هيئه المواد النووية المصرية

تضم مصر حاليا 11 موقع تنتشر فيها "الرمال السوداء" التى تحتوي علي 6 معادن رئيسية الى اخري ثانوية وكل معدن مستخرج من "الرمال السوداء" يمكن استخدامه في طيف واسع من الصناعات كما يدخل كل منها في 41 صناعة مختلفة من بينها التكنولوجيا الدقيقة وتصنيع السيارات والطائرات والخلايا الشمسية اضافة الي السيراميك والبطاريات وحتي الاطارات والادوات الصحية .

واليوم تعد مصر من بين 3 دول تمتلك "الرمال السوداء" بكميات ضخمة حيث لايمكن ايجاد تلك "الرمال السوداء" الا بدولتين اخريين هما "البرازيل والهند" ورغم انه لايوجد احصائيات دقيقة لكميات "الرمال السوداء" في مصر الا ان التقديرات الرسمية تشير الى امتلاك مصر نحو 5 مليارات متر مكعب من تلك الرمال التى تكفي لمدة 200 سنه قادمة وذلك من خلال حساب المناطق التى جري اكتشافها حتي الان مع قابلية زياده هذه الاعداد حال اكتشاف مناطق جديدة

اما سعر هذه الرمال فاهو يتفاوت حسب نوع وتركيز المعادن فيها اذ يصل متوسط سعر الطن الواحد منها الى 3500 دولار.

مجمع رمال الذهب الاسود

مجمع الرمال السوداء

في وقت تهتم وتعظم مصر من استفادتها من مجمع الرمال السوداء عبر البعد البيئي في تطهير السواحل المصرية علي امتداد 400 كم من رفح حتي ابو قير من الاثار السلبية المشعه من المعادن الموجودة من الرمال السوداء تمهيدا لتقديم الاراضي الساحلية لاستخدامها في المشروعات الاستثمارية ، اضافة الى انعدام الانبعاثات الكربونية لهذه المعادن في الرمال الا ان كل هذا يبقي فوائد جانبية امام الثروات الكثيرة التى تنتظر مصر حصدها من خلال مشروع "الرمال السوداء" ،

 الذي كان ميلاده الاول منذ 3 سنوات رغم ان ابحاثه موجودة منذ ثلاثينيات القرن الماضي ، واليوم بلغت التكلفة الاستثمارية للمشروع الممتد علي مساحة 35 فدانا 4 مليارات جنيه ما يجعله بين الاحدث من نوعه علي مستوي العالم ، جراء استخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة ، ويضم مشروع استثمار الرمال السوداء مجمع من 6 مصانع متجاورة كلا منها مختص باستخلاص معدن معين من "الرمال السوداء" بالاضافة الى عوامة جري تصنيعها خصيصا لنقل الرمال من الشواطيء الى المصانع لاستخلاص ال 6 معادن التى تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة والنادرة وبعضها مواد نووية وتتعامل معها "هيئة الطاقة النووية المصرية"  ، كما يوفر المشروع بوضعه الحالي بحسب المسؤوليين نحو 5 الاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ، بنسبه تزيد عن 85% من نسبة العمالة التي يجري تشغيلها ما يعني توفير عمل لخريجي جامعة كفر الشيخ من مهندسين اضافة الى خريجي التعليم الفني بعد انشاء قسم تعدين لتشغيل خريجيه ، كما ان المشروع كما خططت له الادارة المصرية سيحقق زخما اقتصاديا ويؤمن العمل في صناعات كانت كانت تستورد مصر موادها الخام من الخارج بأموال ضخمة ، ما يخلق فرصا للتصنيع وتصدير المعادن خارجيا ، ومن ثم زيادة حصيلة مصر من النقد الاجنبي .