"منظمة سيرن" .. "منظمة الشيطان"

 

شعار منظمة سيرن

كتابة : أحمد مصطفي

فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى

بوابات الى السماء ، او صروح يطلع فيها البشر علي ما يجري في العالم الاخر ، ليست افكارا وليدة اليوم ولكنها كانت منذ الزمن الغابر وذكرت في القرأن الكريم لاكثر من مرة ولا ينتهي التفكير فيها ابدا ، من "برج بابل" الى "برج فرعون" الى "بوبات النجوم" التى قيل انها السر الخفي لغزو الامريكيين للعراق والنموذج التى قامت عليه اخطر منظمة أوروبية تعمل علي الكوكب اليوم ، المنظمة التى تعمل علي إنشاء "ثقب اسود" قد يلتهم الارض كلها ، والمنظمة التى اتهمت بالماسونية وخدمة الشيطان واستحضار "المسيح الدجال"

"منظمة سيرن"

ماهي ؟

لماذا كل هذا الجدل حولها ؟

وما حكاية الرموز والطقوس الشيطانية التى اثارت الشبهات حولها ؟

والان لنبدأ ....

منذ القدم شغل اختراق السماء العقل البشري وذكرته كتب سماوية كبيرة ،، فا سفر التكوين ذكر فيه سلم للسماء الذي رأه النبي يعقوب في المنام وقد جاء فيه "إذا سلم منصوبة علي الارض ورأسها يمس السماء وهو ذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها"

وفي القرأن الكريم ذكرت فكرة وجود ابواب للسماء في عدة ايات قرأنية منها قوله تعالي "ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون" سورة الحجر الاية 14-15

ولطالما بحث العقل البشر عن منفذ او باب لاختراق السماء واجتيازها ومن اهم المحاولات البشرية للصعود الي السماء واكتشافها يقف "برج بابل" اكبر شاهد علي ذلك وهو بناء بقاياه موجودة في "العراق" ، ويذكر التاريخ ان "النمرود" هو من قرر بنائه للصعود الى السماء لكنه فشل وبعد موته توقف المشروع ، وبعد ذلك جائت محاولة "فرعون" الذي اراد ايضا بناء برج او صرح للوصول الى اله "موسي" بحسب زعمه وجاء ذلك في قوله تعالي " وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب  أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله" سورة غافر الاية 36-37

اما اليوم فيدور الحديث عن "منظمة سيرن" ومشروعها المريب الذي يقال انه يسعي الى احداث "ثقب اسود" في السماء .

منظمة الثقب الاسود ....

سيرن تعتبر اختصارا لكلمة Conseil Européen pour la Recherche Nucléaire)‏ )

وهي منظمة اوروبية عالمية للابحاث النووية ، تدير العديد من المختبرات النووية والفيزيائية و يشارك فيها نخبه من العلماء الكبار في الفيزياء والهندسة ، وقد استخدموا احدث الادوات والتقنيات العلمية لدراسة "المكونات الاساسية للمادة" فهي منظمة تعني بدراسة فيزياء الجسيمات ومن اكبر معامل الطاقة التى يمتلكونها "مصادم الهيدرونيات الكبير" ، وفي الانجليزية يعرف 

باسم large hadron collider"" واختصاره LHC  ، والذي يعد اكبر معجل طاقة في العالم .

 

large hadron collider"" 

المنظمة تهدف الي كسر حدود البشر العلمي بدراسة ادق التفاصيل الكونية من اول الذرة ، وقد اسستها اليونسكو عام 1951 بقرار من "القنصلية الاوروبية للابحاث النووية" في فرنسا بهدف البحث عميقا في "النواة" .

فالبداية كانت عدد اعضائها 20 عالم الى ان تغير اسمها عام 1954 الى " المنظمة الاوروبية للابحاث النووية" ، كذلك اجريت تغييرات جذرية في المنظمة من طريقة عملها الى موظفيها وحتي اهدافها وقد انضمت اليها دولا جديدة وضعت سياسات جديدة لتوضيح طريقة سير الامور في المنظمة ، وكان مديرها "فيليكس بلوخ" الذي وضع سايسة المنظمة الجديدة في يوليو عام 1955 لتبدأ المنظمة مسيرتها في "علم جزيئات الجسيمات" محققة اكتشافات مبهرة ومبتكرة وينسب اليها التقدم الذي حول العالم الى ماهو عليه  اليوم ، اذ حازت المنظمة علي "جوائز نوبل" كثيرة تقديرا للاكتشافات التى حققها علمائها وفي مقدمتها اختراع " الانترنت" .

المشروع الشطياني لسيرن ونظرية المؤامرة ...

المنظمة الاوروبية للابحاث النووية "سيرن"

من اسمها " المنظمة الاوروبية للابحاث النووية" فمن اهم ما تعمل عليه هي "الابحاث النووية" وكما اسلفنا فهي تمتلك اكبر "مختبر للفيزياء الجزيئية" في العالم ، اما مركزها فيقع علي الحدود بين فرنسا وسويسرا ، وبعيدا عن ابحاثها ودراستها العلمية فقد اثار احد مشاريعها جدلا حول العالم " LHC " وهو مشروع "مصادم الهيدرونيات الكبير" الذي يعد الاضخم علي مستوي العالم ، اما عمله فتلخص في ان معجل جسيميات هذه الجسيمات هي الاعلي طاقة وسرعة اذ تقترب سرعته من "سرعة الضوء" تهدف منه "منظمة سيرن" دراسة حقيقة الكون واسراره اما عن المصادم فهو علي شكل اسطوانة بيضاوية يصل طولها الى 27 كم بني علي الحدود بين سويسرا وفرنسا ، ويتضمن نفق ضخما ممتدا علي عمق 100 متر من تحت الارض ، هذا المصادم هو في حد ذاته هو اساس الجدل المثار حول المنظمة اذا ظهرت بعد الصور للمصادم وقد خطت عليه رموز وصفت بالشيطانية كما ظهرت فيديوهات من داخل النفق اظهرت الباحثين يقومون بطقوس وصفها البعض بانها "طقوس ماسونية" وتلك كانت بداية غضب وجدل كبيرين حول "سيرن" ولكن لم يتوقف الجدل عند هذا الحد بل تنتشر نظرية مؤامرة فصولها اكثر غرابة ويذكر فيها اسم الرئيس العراقي "صدام حسين" والرئيس الامريكي "جورج بوش"

 واليكم قصتها ...

ترجع بداية "نظرية المؤامرة" حول "سيرن" الى عشرينيات القرن الماضي اذ يقال ان علماء الاثار الالمان عثروا انذاك علي شيء في بغداد دفنوه وتكتموا عليه  في انتظار ان يأتي الوقت المناسب لاستخدامه ، ومع هزيمتهم في "الحرب العالمية الثانية" استخدموا هذا السر الكوني لكسب ود الامريكيين فباعوا سرهم الاكبر لهم وبدورهم انتظر الامريكيون حتي عام 2003 ليغزوا العراق ويدخلوا بغداد ، ويكتشفوا عن قرب حقيقة سر الالمان المخفي ، وبحسب المصادر التى تتحدث عن هذه القصة فان هذا السر هو ما يسمي "بوابة النجوم" كان السبب في منح العراق الضوء الاخضر الامريكي "لغزو الكويت" فبحسب الامريكيين فا منذ ان اتصل الرئيس العراقي "صدام حسين" بالسفيرة الامريكية في العراق "ابريل جراسبي" وسألهم ان كانوا سيتدخلون في حال غزا الكويت فكان الخبر وكأنه هدية للامريكيين اذ عرفت ادارة "بوش الاب" حينها انها اقتربت من وضع يدها فعليا علي كنزها "بوابة النجوم" .

اما مصدر هذه الرواية فهو الدكتور الامريكي "مايكل سالا" مؤلف سلسلة كتاب "برنامج الفضاء السري" وهو محاضرا سابق في العلوم السياسية في "الجامعة الوطنية الاسترالية"  ومن هنا بدأ الحديث عن التفكير جديا في احداث "بوابة للسماء"  فكانت "منظمة سيرن" اليد التى ستنفذها وقد علق عالم الفيزياء البريطاني الراحل "سيتفين هوكينج" علي هدف المشروع القائم قائلا "انه يهدف احداث ثقب اسود عملاق يبتلع الكوكب بكامله" ، وقد حذر "هوكينج" من المشروع انذاك وقال ان نتيجته هي دمار العالم .

ايضا حذر "نيل ديجرايس تايسون" عالم الفيزياء الامريكي من التجربة الجديدة في "سيرن" وقال "انها ستؤدي الى تفجير كوكب الارض وتحويله الي شظايا لانهم يريدون اعادة الانفجار الكوني الكبير والطاقة الخرافية الناتجة عنه" .

وليس هذان العالمان فقط بل كثيرون حذروا من مشروع "سيرن" مؤكدين "انه مشروع يهدف في ظاهره الى لما فيه خير البشرية لكنه فعليا يعمل علي اهداف خفية قد تتسبب في نهاية العالم" .

بوابة النجوم المنطقة الخضراء بغداد

وبعيدا عن "سيرن" انشأ مشروع وصف بأنه حفيد لسيرن وهو "مشروع سيزامي الاردن" 

الذي انشأ مختبراته في الاردن بالتعاون مع "اليونيسكو" وبتمويل مشترك بين الحكومات ، وهو برنامج مفتوح للعلوم يجري فيه العلماء تجاربهم علي شعاع الضوء وصف بأنه برنامج  علمي يجمع الاعداء في الشرق الاوسط ،  اذ يضم علماء غالبها من دول لها عداوات مع بعضها ، وقد افتتح عام 2017 يستقبل تجارب علماء الفيزياء من الشرق الاوسط ، وبرغم انه منفصل عن "سيرن" الا انه يوصف بأنه حفيده اذ يجري العمل عليه علي دراسة "اشعة اكس" في سعي للوصول الى مصادر التلوث في الهواء والتربة ويوصف بأنه "مشروع يضم الجميع بعيدا عن التناقدات السياسية" .